الاثنين، 6 يوليو 2015

النواة الاولى للمجتمع " الاسرة "

بقلم / سما عثمان 
الاسرة هى النواة الاولى للمجتمع وتمثل الاساس الاجتماعى فى تشكيل وبناء شخصيات وبناء افراد المجتمع حيث تصغى على ابنائها خصائصها ووظائفها , والمجتمع بوجه عام يتكون من اسر ولم يوجد مجتمع عبر التاريخ اقام بناءه غير الاسر وبذلك تعد الاسره عنوان قوة تماسك المجتمع او ضعفه لان قوة المجتمع مأخوذة من الاسر وهو القوة والشدة فالاسرة تمثل الدرع الحصين لافرادها . 
فمهام الاسره منذ نشأتها عديدة منها ما هو تلربوى او اجتماعى او اقتصادى او سلبى وقد اكدت مجريات الاحداث التى تشهده المجتمعات البشرية دور الاسرة الكبير فى عملية استتاب الامن وبسط الطمأنينة التى تنعكس اثارها على الافراد والمجتمعات سلبا او اجابا وهذا ما يؤكد الحقيقة التى تقول "ان قوة الاسره هى قوة للمجتمع وضعفها ضعف اه "
ان الامن والاسرة يكمل احدهما الاخر ويوجد بينهم الترابط الوثيق ذلكان لا حياه للاسره الاباستتاب الامن ولا يمكن للامن ان يتحق الا فى بيئه اسريه مترابطة وجو اجتماعى يسودة التعاطف والتألف , والعمل على حب الخير لافرادة , كل هذا من ضمن عقيده ايمانيه راسخة واتباع منهج نبوى سديد , هذا الايمان هو الكفيل بتحقيق الامن الشامل والدائم الذى يحمى المجتمع من المخاوف ويبعده عن الانحرافات وارتكاب الجرائم , فهذا الدور لا يتحقق الا فى ظل اسره واعية تحقق فى ابنائها الامن النفسى والجسدى والغذائى والعقدى والاقتصادى والصحى بما يشبع حاجاتهم النفسية والتى تنعكس بالرغبة الاكيدة فى بث الطمأنينة فى كيان المجتمع كله وهذا ما سيعود على المجتمع بالخير الوفير .
تقصير الاسره فى دورها الاساسى او تخليها عنه اما جهلا او استخدامها وسائل واساليب خاطئة فى التربية كاستخدام اساليب التخويف والاذلال والتسلط او فرض الطاعه العمياء وهذه تعد من اخطر انواع التربية اذ ان الفرد لا يستطيع الاعتماد على نفسه فيما بعد بل واكثر فى استخدام اساليب التدليل والافراط فى التساهل والاتكاليه مما تنتج عنه جنوح الاولاد وانحلالهم وتشردهم وضياعهم مما يؤدى الى تمرد الابناء على الاباء والاسر والمجتمعات .
تعتبر الاسره اهم خلي يتكون منها جسم المجتمع البشرى اذا صلحت صلح المجتمع كلة واذا فسدت فسد المجتمع كله ففى كنفها يتعام الوع الانسانى افضل اخلاقه , اذا فيها ينشأ الفرد وفيها تتطبع سلوكياتةوتبقى اثارها منقوشة يحملها معه ويورثها ذريته من بعده فأهمية الاسرة تكمن فيما يلى :
1/ هى اول بنيه فى بناء المجتمع لان الاسرة السوية الصالحة هى اساس الحياه الاجتماعية بل هى اساس المجتمع المتكامل الانها عبارة عن مجموعة من الاسر المتفاعله
2/ تحقيق وظائف الانسان الفطريه مثل غريزة البقاء وتوثيق العلاقات والعواطف الاجتماعيهبين افراد الاسرة الواحدة
3/ تكسب الفرد اتجاهاته , وتكون ميوله وتميز شخصيته وتتحدد تصرفاته بتعريفه بدينه وعادات مجتمعه ولغته فيكون لها الاثر الذاتى والتكوين النفسى فى تكوين السلوك النفسى وبث الطمأنينه فى نفس الطفل
4/ تعلم افرادها كيفية التفاعل الاجتماعى بما تكسبهم من حرف تمكنهم من العيش فى امان مع المجتمع الذى ينتمو اليه
وبهذا نتعلم ان الاسرة تستمد اهميتها وعلو شأنها لانها البنيه الاجتماعية الاولى والوحيده التى تستقبل الانسان منذ ولادتة وتستمر معه مدى حياته تعاصر انتقاله من مرحلة الى مرحله مما يستدعى القول بعدم وجود نظام اخر يحدد مصير النوع الانسانى كله كما تحدده الاسرة
ان الاسرة التى نريدها هى الاسره المتماسكه بعقيدتها الاسلامية المستوعبة لاصول دينها والمحافظة على الالتزام به , المتعده عن الضعف والمنفتحه على العالم المعاصر بصدر رحب , وعقل ناضج تفيد من تقدمة بما لا يتعارض مع عقيدتها وما تحملة من قيم نبيله
.
انها الاسره المتخلصه من عقده التخلف بمختلف اشكاله ، الاخذه على نفسها بتدريب افرادها بالتعبير عن الرأى فى حدود احترام الاخرين , انها الاسرة التى تشيع فى البيت الاستقرار والطمأنينة والتى تقوم بابعاد ذويها عن كل انواع والوان العنف والكراهية والبغض , وذلك ان معظم مشاكل المنحرفين الذين اعتادوا على الاجرام الكبر تعود الى حرمانهم من الاستقرار العائلى , اذ لم يجدوا بيت هادئ فيه أب يحدب عليهم , وام تدرك معنى الشفقة فلا تفرط فى الدلال ولا فى القسوه لان اشاعه الود والعطف بين الابناء له الاثر البالغ فى يكوينه تكوين سليم .
يهدف الاسلام فى تكوين الاسره الى تحقيق اهداف كبرى تشمل كل مناحى المجتمع الاسلامى ولها الاثر العميق فى حياه المسلمين وكيان الامه المسلمه ويمكن اكمان هذه الاهداف فى ثلاث نقاط اساسية هى :
1/ الهدف الاجتماعى الذى يتحقق به تماسك المجتمع وترابطه وتوثيق الاخوة بين افراده وجماعاته وشعوره بالنسب قال تعالى " وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا "
2/ الهدف الخلقى : اعتبر الاسلام بناء اسره وسيله فعاله لحمايه افرادها شيبا وشبابا ذكورا واناثا من الفساد و وقاية المجتمع من الفوضى , ان تحقق هذا الهدف يكون الاقبال على بناء الاسره , لان عدم ذلك يحدث به ضرر على النفس باحتمال الانحراف عن طريق عن طريق الفضيلة والطهر , كما يؤدى الى ضرر المجتمع بانتشار الفاحشه وذيوع المنكرات وتفشى الامراض الخبيثة
3/الهدف الروحى : ان بناء الاسره خير وسيله لتهذيب النفوس وتنمية الفضائل التى تؤدى الى قيام لحياه على التعاطف والتراحم والاثار

يأتى الطفل الى هذة الدنيا كالصحيفه البيضاء النقيه فى عقله وفكره ومشاعره , وعنده الاستعداد الفطرى لاى شئ يقدم اليه , وذلك على الابوين ان ينتبها لهذه النقطة , ويدركا مدى اهميتها و خطورتها على نشأه لطفل ونموه ومستقبل حياته كلها , فبيدها ان تأخذه الى المسار الصحيح ويكون قره عين لهما , و بيدهما ان يهملاه او ينحرفا ب الى ضروب المهالك . فلاسرة هى المؤسسة الاولى المسؤلة عن التنشئة الاجتماعيه للاطفال , ويرجع ذلك الى انها هى الجماعه الوحيده التى يتفاعل معها الطفل لفتره طويلة من الزمن فى المرحلة الاساسية من حياه نموه , ولذلك فهى تشكل عاداته ومواقفة وتسهم فى تكوين معتقداتة عن طريق غرس القيم التى تؤمن بها . فقيام الاسرة بالوظيفة العضوية او الاجتماعية او الاقتصادية امر طبيعى لان الطفل عند ولادته غير قادر على القيام بهذه الوظائف , بل عاجز عن القيام بأى وظيفة تضمن له استمرارية الحياه لذا كان على لاسره ان تقوم بهذه الوظائف , فمن مهام الاسره تدريب الطفل على الخوف من الله تعالى , وتعليمه ان الضرر والنفع لا يأتى الا من الله وان يأتى من غيره فيكون تقدير من الله وباذن منه فتدربه الاسره على العلاقه بينه وبين ربه وتخبر ان اللة مع من احسن فى عمله وحسن خلقه مع الاخرين , فالله يكافئ بالحسنات ويرفعه الدرجات العليا وتغرس فيه المعيه الالهيه والحفظ الربانى له .
.
ان تحقيق الامن من اولى القضايا فى حياه الناس , لذلك بذلت فيه الطاقات وصرفت فى تحقيق الجهود , ولا يمكن ا يتحقق الامن الا فى ظل عقيدة صحيحه تتفق مع فطرة الانسان التى فطر عليها , ولا تتمثل تلك العقيده الا فى التى انزلها الخالق الى الخلق , ويأتى اهمية دور الاسرة فى غرس العقيدة الاسلامية فى نفوس افرادها , بل تعنى تقديم التربية الايمانية على غيرها لان الدين له أثره الواضح على النمو النفسى والصحه النفسية والعقيده حين تتغلغل فى النفس تدفعها الى سلوك اجابى , و الدين يساعد الفرد على الاستقرار , و الايمان يؤدى الى الامان وينير الطريق امام الفرد فى طفولتة , عبر مراهقته الى رشده ثم شيخوخته , فالاسرة المسلمة التى تجعل الجانب الايمانى محل اهتماماتها تتبع طريق النبى فى التربية .
يتحقق الامن فى الاسرة اولا , وبذلك بأن كل واحد من اركان الاسرة بدوره المطالب به الدور الذى من اجله تتحقق اهداف وغايات الاسرة . حيث اعتبر الاسلام ان بناء الاسرة وسيلة فعاله لتحقيق الامن وحماية الافراد من الفساد , و وقايق المجتمع من الفوضى , ان التربيه الامنيه تبدأ فى نطاق الاسرة اولا ثم المدرسة ثم المجتمع , فالاسرة هى المدرسة الاولى التى يتعلم فيها الطفل الحق والباطن والخير والشر ويكتسب تحمل المسؤلية وحرية الرأى واتخاذ القرار كل هذه القيم وغيرها يتلقاها الطفل فى سنتيه الاولى دون مناقشة , حيث تتحدد عناصر شخصيتة وتتميز ملامح هويته , واذا لم تتهيأ الفرصه بشكل كاف داخل الاسرة لتعلم هذه القيم فانه يتعذر علية بعد ذلك اكتسابها لكى تكون جزء من سلوكه .
.
فمن كل هذا يجب ان نتعلم ان الحياة لا تهنأ بدون امن وان المجتمع لا يستقر بدون امن , فاذا ساد الامن فى المجتمع اطمأنت النفوس وانصرفت الى العمل المثمر فيعم الخير والرخاء عموم العباد والبلاد وتقل الازمات والمخاوف وبالتالى يكون الامن ضروريا للفرد والاسرة والمجتمع على حد سواء , وبشكل لا يمكن الفصل بينهما , كما لا يمكن ان يشعر الانسان بالامن والطمأنينة فى مجتمع تسودة الفوضى وتنشر فيه المخاوف وترتكب فيه الجرائم ذلك ان امن المجتمع مرتبط بأمن الفرد الذى يعيش فيه وهذا يفرض على الاسرة ان تتحمل المسؤليه تجاه امن المجتمع بغرسه وتنميته فى نفوس افرادها وسيكون مردود ذلك وثمرته عليها وعلى المجتمع .//

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق