الاثنين، 27 يوليو 2015

العشوائيات والانفجار السكاني .... يدمرون حياة الابرياء من الاطفال :


كتبت - ايمان محمد

الفقر والجهل والعشوائيات تنتج أجيالا من الأطفال منتهكة حرماتهم ، لديهم شعور دائم بعدم الأمان الذي بدوره يؤدي إلي عدم الانتماء، اطفال اتوا الي المجتمع في ظروف قاسية وصعبة ، دون اقترافهم اي ذنب وكان من الممكن ان يكون اي احد منا في مكانهم ، فالمجتمع اذا تعامل معهم بكل صدق واخلاص كسب الكثير منهم.

اطفال الشوراع قنبلة موقوته تهدد الامن القومي ، تسبب فيها الفقر والعشوائيات والزيادة السكانية وعدم العدالة الاجتماعية فاصبح من الصعب معالجتها وانتهاء محاولات علاجها بالفشل الذريع ، ظلوا يعيشون تحت خط الفقر مهمشين من قبل الحكومة والمجتمع الذي نبذهم ، أصبحوا في عزلة اجتماعية لديهم احساس بالاحباط وعدم الانتماء ،فـانفجروا وسط المجتمع .

والسبب في ظهور العشوائيات وتكدسها باطفال الشوارع :
هو زيادة معدلات النمو السكاني ، والنقص في عدد الوحدات السكنية ، وارتفاع أسعار الأراضى والشقق السكنية في المناطق الرسمية والتي تتمتع بالمرافق العامة ، وضعف الاستثمارات الحكومية والقطاع الخاص في مجال الاسكان المنخفض التكاليف ، أصبحت المدن الرئيسية شديدة الجذب نتيجه تمركز الخدمات وظهور العديد من الصناعات الحديثة وفى المقابل أصبحت المدن الريفيه شديدة الطرد لندرة الخدمات والامكانيات بها ، والتهاون مع مغتصبى الأراضى من قبل الجهات الرسمية نتيجه لعدم توافر بدائل أخرى مناسبه ؛ فأصبحت هذة المناطق تفرض أمر واقع وشكلت جماعات ضغط أجبرت الحكومات على مد المرافق إليها ، وضعف الاهتمام بالتنمية الإقليمية والتي تهدف إلي إادة توزيع سكان البلاد والخروج من الوادي الضيق إلي مجتمعات جديدة.

دور الحكومة والمجتمع للقضاء علي العشوائيات :
تطوير المدارس والمستشفيات أو العيادات الحكومية الموجودة بالمنطقة العشوائية ، وترويج فكرة إقامة مشاريع ومصانع لتشغيل أهالي المنطقة ، ودعم المنتجات الغذائية الأساسية لتقديمها بأسعار أقل للمستهلك في التلك المنطقة ، تدريب أهالي المنطقة على المهارات الأساسية اللازمة للعمل في بعض المؤسسات ، انشاء فصول لمحو الأمية ، تقديم قروض إلى أصحاب الأعمال البسيطة ، تنظيم قافلات طبية ومحاضرات يقوم بها أبناء الجالية المغتربة التي تشرف على المنطقة ، توفير فرص عمل بالخارج لأبناء المنطقة المؤهلين لذلك ، وغيرها من الأنشطة التي يمكن التفكير فيها باستفاضة بعد تكوين فريق عمل للفكرة.

وبما ان الزيادة السكانية هي احدي اسباب ظهور العشوائيات يجب علينا توضيح اسبابها :
- تحسن الأوضاع الصحية ؛ أدى إلى انخفاض نسبة الوفيات بين الأطفال بالإضافة إلى ارتفاع نسبة المواليد ، كما أدت إلى زيادة متوسط عمر الفرد مما ترتب عليه زيادة كبار السن.
- القيم الاجتماعية المرتبطة بالإنجاب ؛ تنتشر في المجتمع المصرى بعض القيم المرتبطة بزيادة النسل والإنجاب مثل : زيادة عدد الأولاد و كثرة الإنجاب والرغبة في تكوين عزوة، و للمساعدة في العمل في المجتمعات الزراعية، وشيوع معتقدات دينية خاطئة ، وضعف الاقتناع بمبدأ طفلين لكل أسرة ، والموروثات الاجتماعية الخاطئة.
- عدم استخدام وسائل تنظيم الأسرة , وقصور دور الإعلام الجماهيري.

وللتغلب على الزيادة السكانية لابد من السير في اتجاهين هما: تنظيم الأسرة، والتنمية الاقتصادية :
- زيادة الإنتاج والبحث عن موارد جديدة ، والاهتمام بتوفير فرص العمل للقضاء علي الفقر وإنشاء مشروعات صغيرة خاصة في المناطق العشوائية .
- وضع إستراتيجية إعلامية متكاملة تهدف إقناع الأسر المصرية بثقافة الطفلين فقط
- الاهتمام بالخصائص السكانية وتبني برامج فعالة للتنمية البشرية في محو الأمية والتعليم والصحة لمردودها المباشر علي السكان.
- تفعيل فكرة التوزيع السكاني من خلال خطط جذب السكان للمناطق الجديدة، وغزو الصحراء وإعادة النظر في خريطة توزيع السكان.

    اما عن الأسباب الرئيسية لظاهرة اطفال الشوارع هي نمو وانتشار التجمعات العشوائية التي تمثل البؤر الأولي لأطفال الشوارع ، الفقر، البطالة ، التفكك الأسري، إيذاء الطفل، الإهمال، التسرب من المدارس ونقص التعليم ، دفع الأطفال إلي العمل و التسول في الشارع ، تأثير النظراء ، وعدم الوعى ،وضعف دعم الاسرة من المال، وعدم العدالة الاجتماعية ،وعوامل أخرى اجتماعية نفسية لها صلة بالمحيط الاجتماعي أو شخصية الطفل .


    تعاني العشوائيات من السلبيات التي تنتج بسبب اطفال الشوارع مثل: زيادة في حجم الجنح المتصلة بتعرضهم لانتهاك القانون، مثل البيع في إشارات المرور, والنشل ،والسرقة ،والتعرض للتشرد ، والتسول ، والجنوح ، والعنف الذي يمثل الجانب الأكبر من حياتهم اليومية سواء العنف بين مجموعات الأطفال صغيري السن، أو العنف من المجتمع المحيط بهم، أو العنف أثناء العمل، ولذلك يتعرضون لرفض المجتمع لكونهم أطفال غير مرغوب فيهم في مناطق مجتمعات معينة ؛ بسبب مظهرهم العام وسلوكهم، بالإضافة إلى تعرضهم لمشاكل صحية، ونفسية بسبب فشلهم في التكيف مع حياة الشارع.

    ويمكن للدولة التصدي لظاهرة اطفال الشوارع من خلال : تنفيذ المبادرة القومية لتأهيل ودمج اطفال الشوارع في المجتمع، انشاء مراكز لتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية للاطفال، تقوية الحافز الديني والاجتماعي لدي المواطنين، الاهتمام بالطبقات الفقيرة، والمهمشة، الاسراع باعداد قاعدة بيانات لاطفال الشوارع، العمل مع الجهات المانحة للمساعدات ،ووضع تشريعات خاصة لحماية الأطفال من جميع أشكال الإيذاء والاساءة التي يتعرضون لها, وتفعيل التشريعات الخاصة بإلزام الأسر بإدخال أطفالها في مراحل التعليم الاساسي, وتوقيع العقاب علي غير الملتزمين وبهذا يمكننا إعداد جيل متعلم، مع تحسين الخدمات التعليمية.

تدريب الشرطة ووكلاء النيابة والقضاة والاخصائيين الاجتماعيين، وافراد الهيئات الاخري ممن لهم علاقة الاطار القانوني للاطفال، وما يتعلق بحقوق الاطفال ومتطلباتهم الخاصة، وتقوم اجهزة الاعلام بدورها في التوعية الاعلامية بمشكلة اطفال الشوارع.

وللمجتمع المدني دور مطلوب لتوفير المزيد من الخدمات عن طريق الجمعيات الاهلية وتوفير لها الدعم المادي والفني وتفعيل دور المنظمات غير الحكومية والتركيز علي اسباب الظاهرة وليس اعراضها فقط.











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق