الخميس، 30 يوليو 2015

التعليم الجامعي



كتبت : امل الفار

من منّا لم يمضِ سنوات عمره الأولى في الدّراسة والتّحصيل العلمي، فكلّ إنسان وحين يبلغ عمرًا معيًّنا يؤهّله للدخول إلى المدرسة فإنّه يبدأ بتلقّي العلوم المختلفة في المدارس من أساتذة متخصّصين في كلّ مجال من مجالات العلوم. وإنّ هذه المرحلة الدّراسيّة التي تكون مدّتها اثنتا عشرة سنة تكون خاتمتها سنةٌ دراسيّة مهمّة للغاية والتي تكون مقدّمة وبوابّة للمرحلة الدّراسيّة الأهمّ في حياة الإنسان والتي تحدّد مصيره ومساره في الحياة، ألا وهي المرحلة الجامعيّة حيث يتخصّص الإنسان في مجالٍ معيّن ليتفوّق فيه ومن ثمّ ليعمل به بعد التّخرج.

وقد أولت الحكومات المختلفة للمرحلة الجامعيّة أهميّة كبيرة، فبعض الدّول جعلت التّعليم الجامعي تعليمًا مجانيًّا عندما أدركت أهميّته بالنّسبة للطّالب والمجتمع، كما هيّئت مرافق جامعيّة مريحة ورفدتها بالكفاءات المختلفة القادرة على أداء الرّسالة التّعليميّة الجامعيّة بكفاءة واقتدار. وإذا نظرنا إلى المجتمعات الغربيّة نجد أنّ الاهتمام الحكومي بالجامعات امتد إلى إنشاء مراكز أبحاث تطبيقيّة تربط بين التّعليم النّظري والتّعليم التّطبيقي البحثي، وهذا أدّى إلى تفعيل مخرجات العمليّة التّعليميّة الجامعيّة، بينما نرى الرّسالة الجامعيّة في الدّول النّامية ضعيفة وقاصرة عن تحقيق الأهداف المرجوّة منها.

تؤثر متطلبات القبول بالجامعة تأثيرا كبيرا على هيكل مناهج المدارس الثانوية ومحتواها، وبخاصة في مستوى المرحلة الثانوية العليا. وقد قامت العديد من الدول بتقسيم الطلاب في المراحل المختلفة من التعليم الثانوي وفقا للتوجهات "الأكاديمية" أو "العملية" بحيث يمكن للطلاب الذين لديهم قابلية أكبر لاكتساب المهارات العملية أن يكونوا على استعداد للعمل أو لزيادة تطوير مهارات ، دون الخضوع للتقييم وفقا للمعايير الأكاديمية. غير أن التقسيم المبكر يمكن أن يكون له نتائج عكسية، وخاصة بالنسبة لبعض الأفراد الذين قدر لهم أن تكون حظوظهم في الحياة محدودة، وذلك إذا ما وضعنا في الاعتبار أن أنواع تقييم الاستعداد تعكس الظروف الاجتماعية كما تعكس القدرة الفطرية للطالب
جودة التعليم

والجودة هي حكم يطلق على مدى جودة شيء ما. وهو بطبيعة الحال حكم نسبي يتوقف على توقعات ومقارنات، في ظل الصلة القائمة بينه وبين مادته وتصميمه وتكوينه. ففي حالة التعليم العالي، يمكن إرجاع الجودة إلى مدخلات متنوعة (مثل الطلاب والمعلمين والمرافق)، والعمليات (مثل المنهج وطرق التعليم وخبرات التعلم)، والمخرجات (مثل التخرج وقدرات الخريج)، والعائدات (مثل مجالات التوظيف العائدات المالية للخريجين).
المشكلات اللتى تواجه طلاب التعليم الجامعى 
1-ثمة زيادة مفرطة ومزمنة في عدد خريجي الجامعات.
2-يتمتع العديد من خريجي الجامعات بمهارات غير ملائمة للوظائف التي يتقدمون لشغلها، وتضخم السوق الاقتصادية التالية للتعليم الجامعي ادعاءات خريجي الجامعات بانهم قابلون للتوظف بناء على سير ذاتية مجهزة.
3- وثمة نقص في العمالة الماهرة المؤهلة على المستوى دون الجامعي.
4- الطلاب الجامعيون غير راضين لأن مساقاتهم لا تساعدهم على تنمية المهارات العملية، ويسعى العديد منهم إلى العمل في الخارج بصفتهم خريجين، باعتبار ذلك جزئياً وسيلة لاكتساب الخبرة العملية.

أهميّة التعليم الجامعي
ولو أردنا أن نذكر أهميّة التّعليم الجامعي بالنّسبة للطالب والمجتمع، فإنّنا نجملها فيما يلي: 
• التّعليم الجامعي بالنّسبة للطّالب هو مفتاح العمل والتّوظيف، فالشّهادة الجامعيّة بلا شكّ تزيد فرص الطّالب في التّوظيف والعمل، وإنّ عين الطّالب وهو ما يزال على مقاعد الدّراسة الجامعيّة ترنو باستمرار إلى الظّفر بالوظيفة التي تؤمّن للإنسان المال والرّاتب الجيد الذي يكون وسيلة العيش الكريم.
• يعتبر التّعليم الجامعي رافداً للمجتمع بالكفاءات والخبرات المختلفة، كما أنّه يمكّن المؤسّسات المختلفة من استقطاب الكفاءات المتميّزة في كلّ مجالٍ من مجالات العلوم، فالمؤسّسة النّاجحة تحبّ المتميّزين المتفوّقين وتسعى لضمهم باستمرار إلى فريق عملها.
• يؤدّي رسالة تربويّة في المجتمع، فكثيرٌ من النّاس يظنّ أنّ التّعليم الجامعي هو تعليم أكاديمي بحت وهذا الرّأي خاطىء بلا شكّ، فالرّسالة الجامعيّة هي مزيج من رسائل أكاديميّة ورسائل تربويّة، ومن الرّسائل التّربويّة التي تركّز عليها الجامعات النّاجحة تربية الطّلاب على احترام المجتمع، وتعلّم أساليب الحوار، وكذلك الابتعاد عن العنف الجامعي الذي يسيء إلى العمليّة التعليميّة.
• التّعليم الجامعي هو وسيلة للإبتكار والإبداع، فالجامعات التي توفّر مجالًا للبحث العلمي تكون فيها الفرص أكبر أمام الطّلاب للإبداع وابتكار كلّ ما هو جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق