الأربعاء، 1 أبريل 2015

أشهر كذبة أبريل


كتب / أحمد سعد
كذبة إبريل هو احتفال في العديد من الدول في الأول من شهر إبريل من كل عام. يوم كذبة إبريل لا يُعد يوماً وطنياً أو مُعترف به قانونياً كاحتفال رسمي. لكنه يوم اعتاد الناس فيه على الاحتفال وإطلاق النكات وخداع بعضهم البعض.
في الأول من أبريل في كل عام تحصل مواقف كثيرة ‏معظمها طريفة وبعضها محزن جراء كذب الناس في مثل هذا اليوم.
وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564م وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس ‏هدايا عيد رأس السنة الجديدة.
وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من أبريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا أبريل وأصبحت عادة المزاح مع ‏الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان ‏الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويطلق ‏على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي اسكتلندا نكتة أبريل.

وهناك جانب آخر من الباحثين في أصل الكذب يرون أن نشأته تعود إلى القرون ‏الوسطى إذ أن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول ‏فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من أجلهم وفي ذلك الحين نشأ العيد ‏المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين.
وهناك باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول أبريل لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية ‏شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر.
والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها وسواء كانت ‏صحيحة أم غير صحيحة فان المؤكد أن قاعدة الكذب كانت ولا تزال أول أبريل ويعلق ‏البعض علي هذا بالقول أن شهر أبريل يقع في فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس ‏المداعبة والمرح.
وقد أصبح أول أبريل هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم ‏فيما عدا الشعبين الإسباني والألماني والسبب أن هذا اليوم مقدس في إسبانيا دينياً أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد "بسمارك" الزعيم الألماني المعروف.
والطريف في كذبة أول أبريل أنها تساوي بين العظماء والصعاليك وبين الأغنياء ‏والفقراء فقد حدث أن كان كارول ملك رومانيا يزور أحد متاحف عاصمة بلاده في أول ‏أبريل فسبقه رسام مشهور ورسم على أرضية إحدى قاعات المتحف ورقة مالية أثرية من ‏فئة كبيرة فلما رآها أمر أحد حراسة بإلتقاطها فأومأ الحارس على الأرض يحاول ‏التقاط الورقة المالية الأثرية ولكن عبثا.
وفي سنة أخرى رسم الفنان نفسه على أرض ذلك المتحف صوراً لسجائر مشتعلة وجلس عن ‏كثب يراقب الزائرين وهم يهرعون لإلتقاط السجائر قبل أن تشعل نارها في الأرض ‏الخشبية.
وفي رومانيا أيضاً وشعبها شغوف جداً بأكاذيب أول أبريل حدث أن نشرت إحدى الصحف ‏خبراً جاء فيه أن سقف إحدى محطات السكة الحديدية في العاصمة هوي على مئات من ‏‏المسافرين قتل عشرات وأصاب المئات بإصابات خطرة.
وقد سبب هذا الخبر المفزع الذي لم تتحر الصحيفة قبل نشره هرجاً وذعراً شديدين ‏وطالب المسؤولون بمحاكمة رئيس تحرير الصحيفة الذي تدارك الموقف بسرعة وبذكاء ‏فأصدر ملحقاً كُذِّبَ فيه الخبر وقال في تكذيبه كان يجب على المسئولين قبل أن يطالبوا ‏‏بمحاكمتي أن يدققوا في قراءة صدور العدد الذي نشر فيه هذا الخبر فقد كان في الأول ‏من أبريل ومن يومها دأبت الجريدة على نشر خبر مماثل في أول أبريل من كل عام.
وهناك أكاذيب انتشرت في كل بلد من بلدان العالم ولا زالت شعوبها تتذكرها ‏وتكررها حتى الآن مع حلول أول أبريل.
كمثال لكذبة ما حدث في الخليج والسعودية على وجه الخصوص في أبريل 2009 عن وجود مادة الزئبق الأحمر في ماكنات الخياطة من نوع سنجر (أبو أسد) القديمة، وأصبح الجميع يبحثون عن هذه الماكنات في كل مكان ووصلت أسعارها في بعض المناطق في السعودية ما يقارب المائة ألف ريال، وحتى منتصف أبريل أغلب مواقع الإنترنت تعرض ماكنات للبيع بأسعار خيالية لا تقل بأي حال من الأحوال عن خمسة وعشرون ألف ريال، فهذا مثال لكذبة أبريل التي راح ضحيتها الكثير، وفي نفس الوقت غني بسببها الكثيرون.
أشهر كذبة أبريل حدثت في 1746م حيث اعلنت صحيفه انجليزيه عن اقامة اكبر عرض للحمير وبعد تجمع الناس لم يشاهدوا الا انفسهم ... واكتشفوا بأن هم الحمير
إذا نظرنا اليها من الناحية الدينية
كم فرّق الكذب من بيوت
وزرع من عداوات
ونشر من غِشّ واحتيال
“وكونوا مع الصادقين”
بل نهى نبينا ﷺ عن ما هو أبعد من ذلك
وهو الكذب على الطفل الصغير فقال:
(من قال لصبيٍ : تعال هاكٓ، ثم لم يعطه فهي كذبة)
صححه الألباني
لم يأتِ في الشريعة يوم أو شهر يُباح فيه الكذب
فالكذب حرام إلا ما جاء الشرع بإستثنائه
كما في الإصلاح بين اثنين أو مودة بين زوجين