السبت، 3 أكتوبر 2015

من يملك السلطة والنفوذ فاز ببنت السلطان :






كتبت - ايمان محمد ، هند شريف

رغم التطور والتقدم مازالت بعض العادات والتقاليد الموروثة التي تخص الاسرة والمجتمع تفرض نفسها وبقوة في المجتمع المصري ، مثل : كثرة الانجاب ، الحرمان من التعليم ..... وموضوعنا عن احدى العادات والتقاليد السيئة وهو الزواج المبكر الذي اصبح مشكلة كل عصر.

وهو قضية أصبح المجتمع يتباحثها انطلاقا من الدين كدستور سماوي ومرجع إلهي ووصولا إلى ما اتفق عليه المجتمع من تقاليد وأعراف، وعليه فقد أصبحت في يومنا هذا قضية تزويج الفتاة في سن مكر بمثابة كرة من نار يتقاذفها كل من الدين والعرف والقانون.

الزواج ليس مجرد شهوة او نزوة اوعلاقة جنسية ولا فرحة ولمة وفستان ابيض وفلوس ، لكن الزواج عشرة ، وتفاهم وقبول ، وراحة ، وبناء اسرة بناءة تفيد المجتمع، مسئولة عن تربية نشئ واعي .

الزواج المبكر لم يعد ظاهرة تقتصر علي الارياف والقري الفقيرة ، والتي تعتمد علي فكرة سترة البنت وهي صغيرة للحد من انحرافها ، لكنها شملت المدن لنفس الفكرة الخاطئة ، حيث يعتقد الاهل ان زواج ابنتهم سترة لها دون معرفة الاضرار التي قد تقع عليها بعد الزواج سواء من الناحية الصحية او النفسية او الاجتماعية .

ايضا ينتج الزواج المبكر عن الظروف الاقتصادية سواء الفقر او الغني ، حيث اصبح الاهل الفقراء يقع علي عاتقهم توفير افضل معيشة لهم ولابنتهم بعد زواجها ، فيقوم الاهل بزواج ابنتهم لرجل كبير في السن لترثه بعد وفاته ، اما لشاب جاء من خارج البلاد يحمل اموالا كثيرة دون تعليم ، فتذهب امه لاحدي العائلات لتري ابنتهم لتزوجها ابنها الغير قادر علي تحمل المسئولية ولكن " تعمي العقول اذا رأت الاموال ".

او الاغنياء عندما ترتبط بينهما المصالح فكل منهم يصبح همه الشاغل توفير اكبر قدر من الاموال فيربط الزواج بالمصالح العملية ويصبح الزواج هنا " زواج مصلحة " فالرجل الذي يكرمه الله عز وجل ببنتا يزوجها لصاحبه او ابن صاحبه ليحافظ علي امواله ومكانته ، حتي ولو كانت طفلة .

فالاسلام الذي حرم وأد البنات ، لا يقبل بالزواج الذي لا يصون للبنات كرامتهن ولا حريتهن ، الذي يجعل منهن سلعة تشتري وتباع ، كالثلاجة او الغسالة ، ولكن الاسلام جعل للمرأة كيانها واستقلاليتها ، جعل منها ام المؤمنين خديجة ، وعائشة بنت ابي بكر ، فاطمة الزهراء رضي الله عنهما.

ولكنه شجع على الإقبال على الزواج بصفة عامة، ولم يحدد سنا معينة لذلك، إلا أنه اعتبر الشرط في صحته العقل والبلوغ وأن يكون هناك تكافؤ بين الطرفين (الزوج والزوجة)، مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام: (إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه(

ان الطفلة التي لم تتعدي 18 عاما ، التي لم تكتمل هرومناتها الجسدية والجنسية ولم يكتمل ايضا وعيها الاجتماعي كيف لها ان تتحمل مسئولية بيت وتكوين اسرة وتربية ابناء ! ، كيف لها ان تربي ابنائها علي الحرية وهي لم تعهد معناها ! فـ "فاقد الشئ لا يعطيه ".

الطلاق يؤثر سلبيا علي الاسر التي يكون فيها الزوج والزوجة اكتملا وعيهم الاجتماعي والنفسي فما بالكم بحال تلك الطفلة التي لم تعي للدنيا ولا لمشاكلها ، طفلة يطلق عليها لقب مطلقة نتيجة المشاكل التي تقع علي عاتقها داخل اسرتها ، وعدم قدرتها علي تفهم الزوج او الحياة الاسرية بينهم .

ان الزواج المبكر له انعكاسات سلبية علي صحة المرأة والطفل وقد تحدث مضاعفات اثناء الحمل والولادة كحالات ضعف الجنين او اجهاضه او انجاب اطفال مشوهين وكثرة الانجاب

الابناء يتخطون لابائهم بعض الاخطاء التي تؤثر عليهم سلبيا لكن لن تغفر البنت لاهلها هذا الخطأ الذريع الذي يؤدي بها الي التهلكة ، الذي يدفن حريتها ، يحرمها من تعليمها ، يؤثر سلبيا علي صحتها وقد يؤدي بها الي الموت .

ان المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الخيرية والحقوقية والحكومة هي التي يقع علي عاتقها تصحيح تلك المفاهيم الخاطئة ، كما يقع عليها عبء توعية افراد المجتمع باضرار ومخاطر الزاوج المبكر ، بدلا من ان تقف بعيدا محلك سر لا يبحثون عن اسباب هذا الزواج والذي يؤدي بحياة البنات .

أين مؤسسات حقوق المرأة والطفل واين القانون الذي يطبق لحمايتها وطفلها، حيث يجب تطبيق القانون علي الجميع دون سيادة طرف علي اخر وتجريم الزواج المبكر لخطورته علي البنت (الزوجة) وطفلها ، بالاضافة انه لزاما علي الحكومة والجمعيات الخيرية توفير المشروعات الصغيرة وتوفير فرص عمل للحد من هذه الظاهرة.

ويبقى الزواج المبكر قضية جدلية تشتد جوانب نقاشها بين مؤيد ومعارض كل حسب قناعاته الشخصية وتجاربه الحياتية وانتماءاته الثقافية ووضعيته الاجتماعية، إلا أن البعض يرى أن الزواج بصفة عامة ضرورة إنسانية واجتماعية ودينية للإكثار واستمرار النسل في الوقت الذي يبقى فيه الزواج شر لا بد منه سواء في سن مبكرة أو متأخرة
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق