كلماتنا هي الطريق لقلوب من حولنا

بقلم:رانيـــا سعد

كلماتنا هي الطريق لقلوب من حولنا ولكن كيف؟؟ 

فبمجرد كلمة تخسرك ما جنيته من حب الناس لك وثقتهم فيك وايضا تستطيع بهذه الكلمة ان تحتل قلوب من تعرفهم ومن تجهلهم فأختر كلماتك بإتقان. فلاتدري ما اذا كانت تلك كلماتك الاخيرة ف حياة احدهم ام هي مفتاحك الذهبي لقلب احدهم وكما قال الله ف كتابه العزيز : (ومايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد) صدق الله العظيم

فتخير كلماتك بعناية فهناك من يراقبك ع يمينك وشمالك يسجلون لك كلمة تقولها صغيره كانت اما كبيره ففكر ف كلماتك قبل النطق بها حتي تصبح ف صالحك لا ف صالح ذنوبك. احفظ لسانك وتخير كلماتك فأنت المتحكم الاول والاخير بها ف الكلمة اذا خرجت لن تعود فهي كالرصاصة اذا ساء استخدامها تقتل ثقة الناس بك من حولك فلا تستهان بأقل الكلمات فيمكن ان تكون لا قيمة بالنسبه لك ولكن قيمتها تعلوا عند اشخاص كنت لهم عونا وسندا ف حياتهم .

فما اكثر الكلام واقل الاستماع بل والصمت ف زماننا هذا فيه كثرت الاراء والجدال دون ادني تفكير ف عواقب المجريات بعد دون تفكير ما اذا كان ذلك الكلام سيؤذي احدهم او يسبب له اهانة غير مقصوده ام لا فلا تستخف بأقل الكلمات فيمكنها هدم احلام وامال شخص ما قد بناها وربما تكون موضع اهانة وتجريح لاحدهم فمعظم الناس كل مايريدنه من كلامهم الجارح هو توصيل رأي ما مع عدم قبول مناقشه ولا جدال من اراء مختلفه. فإذا كنت معارض لرأي احد م هذه الفئة من الناس انصحك ان تنسحب وتكتفي بالصمت فالله عزوجل يقول : (ان الله لا يغير مابقوم حتي يغيروا مابأنفسهم) بدلا من خلق عدوات بينك وبين صديق قريب او حتي حبيب اكتفي بالصمت واحتفظ برأيك لتصبح من عالم رقي التفكير بعيدا عن عقول غلب عليها الانحياز والتعصب .

اصبحنا ف مجتمع زاد ف الكلام قل ف العمل ف الوقت الذي كان ف الصمت انسب حل لمعظم مشاكلنا و اصبح تواجده نكرة ف عالم الكلام (فإذا كان السكوت من ذهب ف الكلام من فضه) كثير منا لا يقتنع بهذه المقوله يرون الحل ف المناقشه لا يعرفون ان هناك مناقشات تكون نهايتها المتوقعه العداوة الابدية. ففي حياتنا اليوميةكثر الكلام ف السياسه وماشابه ذلك فكل انسان مقتنع برأيه لا غير وعدم قبول اراء معارضه مع عدم القابلية للفهم. ويالها من مأساه؟ عندما نري اناس وقد ترعرعوا معا ولكن فرقهم رأي سياسي سخيف؟ وقد نسوا مامروا به من ذكريات معا وعشره دامت سنين؟ تفرقوا بسبب كلمه؟ اذا كنت لا تستطيع ادارة الحوار بشكل يتسم بالحيادية بعيدا عن التعصب لرأيك فهنيأ فأنك من عالم الرقي الفكري.

في نهاية الامر لا تستطيع القول سوي ان الكلمة قد تكون تأشيرة دخول لقلوب الكثيرين وايضا قد تكون سلاح فتاك يقضي ع ماتبقي من علاقات بينك وبين الناس فإذا استطعت السيطره ع كلماتك تأكد انك ف نهاية الامر ستجني ثمار تلك الكلمات وستكون قدوه ومثل اعلي لعقول صغيره كانت ام كبيره فقط بكلمه.