الاثنين، 6 يوليو 2015

الشاعر عبد الرحمن الأبنودي .. حارس التراث المصرى

كتب - امل الفار
يعد عبد الرحمن الأبنودى من أشهر شعراء الشعر العامي في العالم العربي .. شهدت معه وعلى يديه القصيدة العامية مرحلة انتقالية مهمة في تاريخها .. وهو من قلائل شعراء العامية الذين أوجدوا لأنفسهم مكانا في وجدان الجماهير العربية، فهو يعتبر نفسه الحارس على التراث المصري.

ينتمى إلى اسرة في قرية ابنود بمحافظة قنا .. ولد عام 1938، وعاش حياة فقيرة جدا .. كان يعمل والده مأذون شرعي .. انتقل عبد الرحمن إلى مدينة قنا حيث استمع إلى اغاني السيرة الهلالية التي تاثر بها وكان ضليع في اللغة العربية بشهادة اساتذته وكان يسمى في الطفولة رمان من شدة حبه للرمان .
قرية أبنود في جنوب مصر، بعاداتها وتقاليدها وناسها، وأمه فاطمة قنديل التي كانت سجلا لكل أشعار القرية وطقوسها، والجدة "ست أبوها" كانتا ــ الأم والجدة ــ فقيرتين إلى أبعد الحدود، غنيتين بما تحملانه من أغان وما تحرسانه من طقوس هي خليط من الفرعونية والقبطية والإسلامية .. أعتبر نفسي محظوظا لأنه عاش مع هاتين المرأتين
أما الأب الذى كان شاعرا، فلم يتحمل في ذلك الوقت ما يكتبه ابنه فمزق ديوانه الأول "حبة كلام" .. لكن موهبة الابن كانت أكبر من الاستيعاب.


وفي القاهرة التحق بأحد التنظيمات الشيوعية، فألقي القبض عليه ( 1966).
في السجن اكتشف أن "الشيوعية ليست طريقا لتحقيق الذات أو تقديم خير إلى الفقراء"، وجاءت النكسة ليرى كل الأحلام تنهار .. كتب وقتها أغنيات وطنية لعبد الحليم حافظ .. خرج إلى الجبهة يكتب ديوانه "وجوه على الشط". وفي تلك المرحلة وفر له إعجاب الرئيس عبد الناصر بأعماله حماية من بطش "زوار الفجر". 
ويقول الأبنودي بلهجتة الصعيدية الحادة: "في حياتي أخطاء بالغة القسوة، ندمت عليها .. لكن فى الشعر لم أندم على شيء .. لأن الشعر مقدس، لا يأتي بقرار، هو هبة من الله" .. ويتذكر: "عندما كتبت قصيدتي الطويلة {الاستعمار العربي} ضد غزو العراق للكويت، اتهموني بالنفعية والانتهازية .. وللأسف، كل ما قلته في القصيدة تحقق فيما بعد".
نهاية أقول أنا عاشق لمصر الحقيقية وليست مصر الثقافية، مصر التجربة وليست مصر الوهم والتخيل.. ومن أجل ذلك تجدني شيئا مختلفا تماما عن الإخوة المثقفين، أنا لا أنكر دورهم لأنهم أساتذتنا وهم الذين تربت بهم عقولنا ووجداننا ولكن الخبرة الحياتية هي أم الثقافة والعلم وأنا واحد من الناس تعلمت علي يد مصر نفسها في أكثر من مكان وفي أكثر من موقع.

اهم اعماله
 •
عماليات صدر سنة 1968
 •
أنا والناس 1973
بعد التحية والسلام 1975
 •
خضرة الشرنقة
 •
ابو زيد في ارض العلامات
 •
فرس جابر العقيلي
 •
حروف الكلام ديوان شعر
أعماله المغناة وكتاباته للسينما.
كتب الأبنودي العديد من الأغاني، من أشهرها:
عبد الحليم حافظ :عدى النهار، المسيح، أحلف بسماها وبترابها، إبنك يقول لك يا بطل،
أنا كل ما أقول التوبة، أحضان الحبايب، اضرب اضرب، إنذار، بالدم، بركان الغضب، راية العرب، الفنارة، يا بلدنا لا تنامي، صباح الخير يا سينا، وغيرها نجاة الصغيرة: عيون القلب، قصص الحب الجميلة
شادية: آه يا اسمراني اللون، قالى الوداع، أغانى فيلم شيء من الخوف
صباح: ساعات ساعات
وردة الجزائرية: طبعًا أحباب، قبل النهاردة.

كما كتب أغاني العديد من المسلسلات مثل "النديم"، و(ذئاب الجبل)وغيرهاوكتب حوار وأغاني فيلم شيء من الخوف، وكتب أغاني فيلم البريء وقد قام بدوره في مسلسل العندليب حكاية شعب الفنان محمود البزاوي.جوائز عبد الرحمن الأبنودي. وكرم الأبنودي في عدد من الدول العربية ونال جائزة الدولة التقديرية في الآداب من مصر 2000 وكان أول شاعر عامية يفوز بها، كما نال عام 2010 جائزة مبارك (النيل الآن) في الآداب وهي أرفع جائزة في البلاد. فوز الأبنودي بجائزة محمود درويش للإبداع العربي للعام 2014
وفاته 
ومنحت القاهرة الأبنودي شهرة عريضة حرمته أن يواصل الإقامة بها، إذ تعرض لأزمات صحية في السنوات الأخيرة ونصحه الأطباء بالابتعاد عن هواء العاصمة، الذي لم يعد ملائما لرئتيه العليلتين فأقام في منزله الريفي القريب من مدينة الإسماعيلية على بعد نحو 130 كيلومترا شرقي القاهرة.
وعانى الأبنودي من تدهور في حالته الصحية أخيرا، إثر جراحة أجراها في المخ في مستشفى الجلاء العسكري في القاهرة، بحسب ما أفادت مصادر مقربة منه.توفي الشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي، الثلاثاء، عن عمر يناهز الـ76 عاما بعد صراع طويل مع المرض.ودفن فى مدينة الاسماعليه  وترك الأبنودي دواوين شعرية مسموعة، إذ كانت الأمسيات الشعرية التي أحيا المئات منها في مصر والعالم العربي تحظى بحضور كبير.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق