الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

الزواج العرفى بين الحلال والحرام


كتب/اباء خفاجي
الزواج: عقد يفيد حلية استمتاع الزوجين ببعضهما
والعرف:ما تعارف عليه الناس وساروا عليه فى قول او فعل اوترك فى مجتمع ما في زمن معين الى ان اصبح مشهورا ومالوفا ﻻ يانفه المجتمع
فالمقصود بالزواج العرفى :عقد الزواج الغير موثق بوثيقة رسمية سواء كان مكتوبا ام ﻻ اواستكمل شروطه ام لم يستكملها .
ومن الجدير بالذكر ان الزواج العرفى ليس حديثا كما يعتقد الغالب فاصوله التاريخية ترجع الى عهد الرسول صل الله عليه وسلم
حيث كان العرف يجرى على اتمام الزواج دون توثيق ﻻطمئنان نفوسهم وطهاره الضمائر والقلوب
ولكن يثور السؤال :هل الزواج العرفى حلال ام حرام ؟؟؟
ﻻ توجد اجابة مطلقة على هذا السؤال
فالزواج العرفى قد يكون حلالا اذا استوفى اركان الزواج وشروطه
وحراما اذا اختلت احدى مكوناته الشرعية ثير هذه الاجابة سؤالا اخطر : ماهى اركان الزواج وشروطة التى يصح بها العقد؟
اوﻻ:(الوﻻية) قال تعالى (فلا تعضلوهن ان ينكحن ازواجهن) اى فلا تتركوهن يزوجن انفسهن
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم ""ﻻ نكاح الابولى وشاهدى عدل"" ""ايما امراة نكحت بغير اذن وليها فنكاحها باطل وكررها ثلاثا""   "" ﻻ تزوج المراة المراة وﻻ تزوج المراة نفسها فان الزانية هى التى تزوج نفسها   ""
وبذلك قال جمهور المسلمين من السلف والخلف ومنهم (ام المؤمنين عائشة وعمر وعلى وبن مسعود وبن عباس وابوهريرة) وهو مذهب الشافعى ومالك واحمد وعليه استقر ترجيح الجمهور ثانيا : الاعلان
اتفق الائمة على وجوب اعلان النكاح ومنهم من قرنه بشرط الشاهدة ومنهم من فرده لحديث بن الزبير عن ابيه قال النبى صل الله عليه وسلم (اعلنو النكاح).
الوﻻية والشهادة والاعلان ليسو كل اركان وشروط الزواج ولكن هما عماد التفرقة بين كون الزواج العرفى حلالا ام حراما.
وعليه فان الزواج العرفى الجائز يتلخص في حالتين:
الاولى: حالة الشباب والناث القصر الذين لم يبلغو سن الرشد بعد فيعقدوا زواجا عرفيا دون توثيق فى حضور الولى والشهود مع اعلانه وشهره
الثانية: الشباب المكلفين بالخدمة العسكرية الالزامية فيعقدو الزاوج دون توثيق لعدم استطاعته فى الحصول على تصريح الزواج وذلك بحضور الولى والشهود واعلان الزواج
اما الزواج العرفى المحرم فيتمثل فى:
شاب وفتاه تربطهما بعض المشاعر وﻻ يمتلكون كلفة الزواج فيلجئون للزواج سرا وبدون ولى وان حضر العقد شهودا
فتكمن حرمته في عدم الولى وانتفاء شهر العقد واعلانه.
وتتلخص اسبابه فى الاتى:
*التفكك الاسرى وانعدام الرقابة الاسرية
*الاختلاط الفاحش والخلوة بعذر العمل او الدراسة وغيرها
*الاعلام والميديا المتمثل فى بث (الدعارة الفكرية) فكل الافلام تصور هذا الزواج على كونه حلالا
*التحلل من القيم وشعارات الحرية والمساواه وحقوق المراة
*نبذ الدين والجهل باحكامه وتعاليمه
*كثرة الفتن وفيها قال المصطفى صل الله عليه وسلم (ما تركت بعدى فتنة هى اضر على الرجال من النساء)
*تجريم الزواج بثانية
مع ان التعدد فى الزواج هو الاصل وليس التفريد
قال تعالى (فانكحو ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلو فواحدة...) فان اداه استثناء ومن ثم فالتفريد ليس اصل التشريع فى الزواج.
*كثرة المفتين بغير علم
واخيرا فان كل زواج قد تم بغير ولى واشهار وشهود فهو باطل والعلاقة المترتبة عليه زنا
فسحقا لنا ان خشينا العيب ولم نتعيب الحرام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق