الاثنين، 20 أبريل 2015

سماء عثمان تكتب " وقت الفراغ وغاية الحياة "


الوقت هو الحياه التي تتجسد فيه نوعيه حياه الإنسان ، وبه تتمايز حضارات عن اخري ، فمشكله الفراغ نشأت من انعدام الهدف وهي ليست مشكله اصليه نابعه من فطره الإنسان وانما هي مشكله طارئه نابعه من جنس وأصل الحضاره المعاصره ، فالحضارات التي تهتم بالقيم الماديه والعلميه تختلف عن غيرها التي ترفع من القيم الروحيه والمعنويه وخاصه وثيقه الإرتباط بالدين ; ففي الأولي تعلو المصالح الدنيويه والماديه التي تخلو اغلبها من الإحتكام إلي تعاليم فوقيه ربانيه ،

 فتزداد الإثره والأنانيه علي حساب الإيثاه الذي عززه الإسلام;ففي الثانيه وازن الإسلام بين مقاصد الدنيا والمال والنسل بوسيطه تميز بها الإسلام عن سائر الأديان السابقه عليه والمعتقدات البشريه. وبالرغم مما هو شائع ومنتشر في الثقافات الليبراليه من ان وقت الفراغ ملك خاص لأي إنسان له الحريه المطلقه في استغلاله او هدره محمود مع الإحتياجات الماديه ،تجعل وقت الفراغ ينطوي تحت مسؤوليه المقاصد الشرعيه (اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك ، صحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك ) هذا
ويوجد حديث صحيح يحث علي هذا ( لا تزال قدم عبد حتي يسأل عن اربع عن عمره فيما افناه وعن عمله ما عمل فيه وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفق وعن جسمه فيما ابلاه ) فهذه ضروره ملحه في ان يحاسب الإنسان نفسه بقدر الإمكان وعن وقت فراغه تماما مثلما يحاسب عن وقت عمله .
ومن ثم فإن مضمون النشاط الترويحي الذي يحتويه وعاء وقت الفراغ يتدرج ايضا في نطاق مسؤوليه الإستخلاف امام الله سبحانه وتعالي . لذا اصبح من الضروره ترشيد وقت الفراغ بشكل متوازن يجمع بين راحه البدن والترفيه عن النفس وتنوع النشاط العقلي بيحث يتحقق منه تجديد الطاقه والنشاط لإستئناف مسيره العمل اليدوي او الفني او الذهني .
بقلم : سماء عثمان