بقلم /
دينا شرشر
فى يوم من الأيام
جلست فى نافذة الحجرة أراقب السماء والنجوم تتلألأ تسبح فى جنح الظلام، فإذا بى
أسمع أنين طير حزين؛ فتبينت فوجدته عصفوراً مكسور الجناح.تأملت منظر
العصفور الحزين ومصر الحزينة فوجدتهما متقاربان، العصفور يئن ومصر تئن ليلا ونهارا
منتظران من يداوى جراحيهما العميقة. اخذت العصفور بين يدى وضممته إلى صدرى ثم
أدخلته المنزل وأخذت أضمد له جراحه المنتشرة فى جسده ثم قدمت له شيئاً من الطعام
والشراب حتى طعم وارتوى، ثم أحسست به يشكرنى على ما فعلت. شعرت وقتها
بالسعادة تغمرنى، فلكم حلمت بأن أقدم يد المساعدة لأى حيوان يحتاج إلى الرعاية؛ ثم
شردت فجأة فإذا بى أفكر بمصر وهل أستطيع ضمها لذراعى وتضميد جرحها كما فعلت مع
العصفور!! تردد هذا السؤال فى خاطرى عدة مرات ولم أحر
له جوابا حتى يومى هذا، لكنى الآن أعرف الجواب؛ إنه الشعور بالأمل وعدم اليأس
وكذلك التفاؤل والعمل الجاد الدءوب كى ننهض ببلدنا نحو العلا والازدهار. طر أيها العصفور وحلق فى سمائنا ناشرا فى الأجواء عطراً تفوح منه رائحة
الحرية والعدل والاخاء والحب والتسامح، عبيراً يملأ الكون الفسيح وبسمة ترتسم على
وجوه الناس، وتشرق الشمس ويزقزق العصفور ويأتى الضحى ليملأ بشعاعه المتلألىء أرجاء
المعمورة، ويسمو الدين عالياً خفاقاً، ديناً أزاح الظلمة وكشف الغمة، وينتشر
الوفاء بين الناس وتصفو قلوبهم ويسلو الناس همومهم، ويرون الأمانى باتت وشيكة
الحدوث. وطن بلا اضطرابات ولا نزاعات وبعد أن أغلقت نافذة الحجرة مرتاحة البال أخذت أردد
قول الله تعالى "ألا إن نصر الله قريب" "ألا إن نصر الله قريب"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق